قانون الأسرة والمواريث
Droit de la Famille et Héritages
فصـل تمهيـدي
أولاً: التعريف بالميراث
ثانياً: أهمية علم الميراث
ثالثاً: خصائص علم الميراث
رابعاً: مصادر علم الميراث
أولاً: التعريف بالميراث
1- لغـــةً
كلمة ميراث مصدر فعله "وَرَثَ"، ويفيد في اللغة معنيين:
أولهما: إنتقال الشيء من شخص إلى غيره، سواء كان المنتقل مادياً كالعقارات والمنقولات مثلاً، وهذا الذي يتم دراسته، أو معنوياً كالعلم والمجد؛
ثانيهما: البقاء، ومنه إسم الله تعالى "الوَارِثُ"بمعنى الباقي الذي يرث الخلائق ويبقى بعد موتهم وفنائهم، حيث يقول الله تعالى: ﴿...وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...﴾)آل عمران: 180(.
2- إصطلاحاً
يمكن تعريف الميراث بأنه: "مجموعة القواعد التي تبين مكونات التركة والحقوق المتعلقة بها، وتعين الورثة، مع تحديد أنصبتهم".
ثانياً: أهميـــة علـــم الميــراث[1]
إن علم الميراث أو ما يسمى بعلم الفرائض، هو علم جليل القدر، عظيم الفائدة، وقد وصفه الحسن ابن عثمان ابن بقوله:
علم فرائضي، علم لا نظير له õ يكفيك أن قد تولى قسمته الله
وبيـن الحــظ تبيانــاً لموارثـــه õ فقال سبحانــه (يوصيكـم الله)
تتجلى أهمية علم الميراث في عدة مظاهر أهمها:
1- تقسيم الأموال تقسيماً عادلاً
والمال إحدى زينتي الحياة الدنيا، فلقد قال الله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...﴾)الكهف: 46(.
2- القضاء على الأطماع والنزاعات بين الورثة
إذ بغير قواعد الميراث تكون التركات مرتعا لأطماع الورثة، مما يؤدي إلى حصول المظالم والمكائد.
إن تقسيم الميراث على الورثة وعدم إستئثار أحدهم به يؤدي إلى عدم تكديس الثروة في يد بعض أو أحّد الورثة، وللأهمية البالغة لعلم الميراث، حث رسول الله (ﷺ) على تعلمه وتعليمه وذلك بقوله "تعلموا الفرائض وعلموها الناس، فإني امرئ مقبوض، وإن العلم سيقبض، وتظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في الفريضة، فلا يجدان من يفصل بينهما" (رواه أحمد والنسائي).
وقال رسول الله (ﷺ) "تعلموا الفرائض، فإنها من دينكم وعلموها الناس فإنها نصف العلم وإنها تنسى وإنه أول ما ينزع من أمتي" (رواه ابن ماجة الدار قنطين).
وقال رسول الله (ﷺ)"العلم ثلاثة، وما سوا ذلك فهو فضيل، آية محكمة، سنة ماضية وفريضة عادلة (رواه أبو داود).
ومن الصحابة الذين عرفوا بتمكنهم من قواعد علم الفرائض (الميراث) هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري، فقد قال رسول الله (ﷺ): "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر...وأعلمها بالفرائض زيد ابن ثابت" (رواه الترميذي وابن ماجة).
كما عرف بذلك عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعبد الله ابن مسعود رضوان الله عليهم.
كما إهتم فقهاء الإسلام بهذا العلم بمختلف العصور.
ثالثاً: خصائص علم الميراث
يمتاز علم الميراث في الشريعة الإسلامية بخصائص لا نجد لها نظير في غيرها:
1. تحصين حقوق الورثة
أ. إجبارية إنتقال الميراث
ب. تقييد الوصية بالثلث (⅓)
2. مراعاة قوة القرابة في تشريع الميراث
3. إعطاء لكل ذي حق حقه
1- تحصين حقوق الورثة
يتم ذلك من خلال أمرين:
أ- إجبارية إنتقال الميراث
فلا يحق للمُوَرِثِ أن يحرم الورثة أو بعضهم من الميراث، ولا يكون الحرمان إلا بمسوغ أو بسبب شرعي.
ب- تقييد الوصية بالثلث (⅓)
لكي لا يستغل للمُوَرِثُ الوصية ليتنازل عن كل تركته لصالح شخص آخر وحرمان الورثة الشرعيين من التركة.
2- مراعاة قوة القرابة في تشريع الميراث
فلقد قدم الولد[2] على الأصول، وقدم الأب على الجّد والإخوة والأعمام، وقدم الجّد على الأعمام، وقدم الإخوة على الأعمام...إلخ.
وذلك التقديم يتفق مع الفطرة الإنسانية، لذا تطمئن النفوس إلى قسمة الله العادلة، فتقوى الله عزيمة الإنسان وتنشط همته لتكوين ثروة يتركها الورثة تأمينا لمستقبلهم.
كما أنه يحافظ على أمواله، فلا يبذرها ولا يعطلها، وذلك ما يشكل دعما لإقتصاد الأمة.
3- إعطاء لكل ذي حق حقه
فلا يُحرم وارث بسبب ضعفه وقلة حيلته، إذ قرر الإسلام حق الجنين في الميراث، فيحفظ له النصيب الأوفر عند القسمة وفق قواعد التوريث، ووَرَثَ المرأة التي ظلمت في كثير من التشريعات بوصفها إما أماً، زوجة، بنتاً أو أختاً.
ثالثاً: مصادر علم الميراث
1- القرآن الكريم
وردت أحكام المواريث أو الفرائض في الآيات التالية:
قال الله تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾)النساء: 07(.
وقال الله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾)النساء: 11 و12(.
ويقول الله تعالى: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾)النساء: 176(.
ويقول الله تعالى: ﴿ ... وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾)الأنفال: 75(.
2- السنة النبويـة الشريفة
ومن الأحاديث التي تناولت أحكام الميراث ما يلي:
قال رسول الله (ﷺ): "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث" رواه أبو داوود والترميذي.
وقال (ﷺ): "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" رواه أحمد.
وقال (ﷺ): "...أعط إبنتي سعد الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فهو لك" رواه بخاري ومسلم.
وقال (ﷺ): "إن إستهل المولود ورث"[3] رواه أبو داوود.
عن أسامة ابن زيد أن رسول الله (ﷺ) قال: "لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم" رواه جماعة إلا مسلم والنسائي.
3- الإجمــــاع
من موطن إجماع الصحابة:
- توريث الجّد لأب عند عدم وجود الأب.
- توريث بنت الإبن مهما نزلت وكذلك إبن الإبن مهما نزل.
4- إجتهادات الصحابة
- ومنها توريث ذوي الأرحام.
تقرير قواعد العول والرد· العلم صيد و الكتابة قيده، قيد صيودك بالحبال الواثقة، فمن الحماقة أن تصيد غزالة، وتتركها بين الخلائق طالقة (الإمام الشافعي).
· الفيأ: بيت المال المسلمين، حاليا: الخزينة العمومية.
· الصحابي الجليل زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري هو من كان أعلم بالميراث.
([3]) إذا استهل المولود: أي رفع صوته يعني علم حياته (ورث) : بضم فتشديد راء مكسور أي جعل وارثا . قال في شرح السنة : لو مات إنسان ووارثه حمل في البطن يوقف له الميراث . فإن خرج حيا كان له وإن خرج ميتا فلا يورث منه بل لسائر ورثة الأول ، فإن خرج حيا ثم مات يورث منه سواء استهل أو لم يستهل بعد أن وجدت فيه أمارة الحياة من عطاس أو تنفس أو حركة دالة على الحياة سوى اختلاج الخارج عن المضيق ، وهو قول الثوري والأوزاعي والشافعي وأصحاب أبي حنيفة رحمهم الله تعالى . وذهب قوم إلى أنه لا يورث منه ما لم يستهل ، واحتجوا بهذا الحديث . والاستهلال رفع الصوت ، والمراد منه عند الآخرين وجود أمارة الحياة وعبر عنها بالاستهلال لأنه يستهل حالة الانفصال في الأغلب وبه يعرف حياته وقال الزهري أرى العطاس استهلالا .
- Teacher: بوجاني عبد الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ سلسلة محاضرات في مقياس القانون الدولي الخاص الموجه لطلبة السنة الثالثة ليسانس قانون خاص في السداسي الأول...والدرس الأول سنبدأ بمقدمة ومفاهيم ومصادر القانون الدولي الخاص
- Teacher: بوجاني عبد الحكيم
مقياس تكنولوجيا الاعلام والاتصال مقياس موجه لطلبة السنة الأولى الماستر بفرعيه العام والخاص وهو من الوحدات المنهجية التي تهدف الى تمكين طالب الحقوق الى الإحاطة ببعض المعارف والمعلومات الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة ليس بشكل متخصص كما في علوم والاتصال وانما فقط ليدرك طالب الحقوق أهمية التكنولوجيا الحديثة في رسم علاقات جديدة مبنية على التواصل الذي أصبح يتم عبر التطبيقات والبرامج الحديثة التي جاءت جراء الاندماج بين التكنولوجيا والاعلام والاتصال.
كذلك يهدف هذا المقياس التي توعية الطالب لاسيما طالب الحقوق الى الأهمية المتزايدة للرقمنة التي باتت تفرض نفسها اليوم كفاعل أساس وكبديل عن استعمال الدعامات الورقية سواء أكانت هذه الرقمنة في المجال الإداري أو القضائي أو غيرها من المجالات ذات الصلة بالحقوق بوجه عام.
- Teacher: hamza benazza
ولما كان الإنسان وعوامل عيشه يشكلان مضمون البيئة، كان لا بد أن تنعكس أعماله تجاه بيئته وبالنتيجة تجاه عوامل عيشه، ذلك أن استغلاله لهذه العوامل يجب أن يكون بشكل عقلاني ومتوازن حتى يضمن استمرارية حياته وحياة من يخلفه، وإذا كان الأمر لم يطرح بهذا الإلحاح إلا في مرحلة من الزمن وهي المرحلة التي عرفت بالثورة الصناعية وما نجم عنها من استغلال عنيف لموارد الطبيعة وما خلفه هذا الاستغلال من تدمير للبيئة، فإن هذا الأمر هو الذي دفع إلى المناداة بضرورة تغيير المفاهيم بشأن الفكر القائل بحرية الإنسان في التصرف في بيئته، وأمام ذلك، تم تجسيد هذا المطلب من لدن إرادة الدول تحت مضمون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
- Teacher: yahia badir
الحرب و الإنسانية كلمتان لا تتساويان ولا تلتقيان .فالحرب نزاع و دمار و
الإنسانية رحمة ووئام ،وإذا كانت الحرب نزعة بشرية مند بدء حياة الإنسان على الأرض
،فإن الأديان السماوية أفردت لها من القواعد ما يخفف من أثارها و يحد من غلوائها
،فلا يلجأ إلى قتال إلا لضرورة دفع العدوان ،ولا ينبغي الاستمرار في نزاع إن لاحت
بوادر السلام ،وإدا دارت رحى الحرب فلا تنتزع من القلوب الرحمة و الإنسانية
،يقول الله نعالى في كتابه العزيز:*و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و
أسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما
عبوسا قمطريرا*فإيثار الأسرى بالطعام على حبه و الاحتياج إليه،مكرمة سعى إليها
المسلمون الأوائل لا طمعا فب مكافأة أو انتظارا لشكر وإنما رجاء في رحمة الله و
خوفا من عقابه.
- Teacher: asswad yacine
.
تتمة لما تم شرحه بخصوص المرفق العام سيتم استعراض طرق إدارة المرفق العام إما بواسطة جهاز حكومي والذي يكون إما عن طريق الاستغلال المباشر و إما عن طريق مؤسسة عامة ،كما قد يسير المرفق العام بواسطة أشخاص القانون الخاص و الذي يكون عن طريق عقد الامتياز، و سيتم التفصيل في كل جزئية على النحو التالي بيانه..
- Teacher: leila kamila habchi