كانت التجربة الجديدة بمواجهة الإنسان وخوفه وخنوعه ذلك الإنسان الذي لم يذق معنى الحرية فكيف يتلاءم مع وجوده. قبل تلك الرؤية العربية رأى رتشاردز بالتجربة الشعرية نوعا من التعبير النفسي، وهي ذات وحدة شعورية كاملة، والمهم في ذلك أن كل شيء يبنى في جمالية الأثر الفني بوجود أسس وقواعد لإعادة كشف المنتج، كذلك الحال في رؤية الحداثة الشعرية العربية في جانبها المهم الذي يتعلق بالإنسان العربي،

مقياس اللسانيات العامة هو مقياس لغوي ، يقدم للطالب في محاضرات تشكل في البدء المهاد النظري والجهاز المفاهيمي لعلم اللسان وتجلياته في التراث اللغوي لدى مختلف الامم ، ثم نعرض فيه ابرز الاسس المعرفية للسانيات واهم المصطلحات والاعلام كما نتحدث في  هذا المقياس عن مختلف الاشكاليات التي تطرح حول اللغة ووظيفتها في المجتمع وماهي مختلف الاليات الاجرائية

 لدراستها   ثم نتبع ذلك بالحديث عن الدراسات اللسانية العربية الحديثة 

يحوي هذا المقياس المعرفة والمصطلح والمنهج ، هو مقياس اجرائي مهم لطالب اللغة والادب العربي 

وتبحث السردية في مكونات البنية السردية للخطاب من راوٍ، ومروي ،ومروي له، ولما كانت بنية الخطاب السردي نسيجاً قوامه تفاعل تلك المكونات، أمكن التأكيد أن السردية، هي: المبحث النقدي الذي يُعنى بمظاهر الخطاب السردي، أسلوباً وبناء ودلالة . والعناية الكلية بأوجه الخطاب السردي، أفضت إلى بروز تيارين رئيسين في السردية، أولهما: السردية الدلالية التي تعنى بمضمون الأفعال السردية، دونما اهتمام بالسرد الذي يكوّنها، إنما بالمنطق الذي يحكم تعاقب تلك الأفعال، ويمثل هذا التيارَ: بروب، وبريمون، وغريماس . وثانيهما: السردية اللسانية التي تعنى بالمظاهر اللغوية للخطاب، وما ينطوي عليه من رواة، وأساليب سرد، ورؤى، وعلاقات تربط الراوي بالمروي . ويمثل هذا التيار، عدد من الباحثين، من بينهم: بارت، وتودوروف، وجنيت .

تعتبر الرواية العربية المعاصر أحد أحدث الوجوه الفنية والتقنية للسرد العربي فقد تأقلم هذا الجنس الأدبي مع العديد من الظروف والمعطيات وامتزج مع الكثير من العلوم والثقافات وتداخل مع كم كبير من من الفنون والأجناس والأنواع ليصل إلى هذا ، الشكل الذي هو عليه الآن ، الرواية العربية لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن وليدة اللحظة بل تضرب بجذورها في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية فكم من كلام جميل صيغ على شكل أخبار للعرب القدماء وكم من راوية ذاع صيته في التاريخ القديم للثقافة العربية وكم من حكايات وقصص نسجت خيالاتها بيت تلافيف الخيام العربية القديمة وكم من مقامة سردت قصة وكم من أسلوب حكي تولد بين عجائبي وغرائبي لتأتي الآن وتتحاور مع الثقافة الغربية آخذة عنها أو منها تقنياتها ومنهجياتها مبدعة بذلك شكلا أدبيا غاية في الدقة والروعة.

عرف الأدب العربي عبر تاريخه العريق العديد من المراحل والمحطات التي ألقت بظلالها على شتى الأنواع والصنوف الإبداعية مولدة لنا أنواعا أدبية جديدة بعضها ممتد من التراث الإبداعي وبعضها الآخر مستحدث في فتراته وحقباته التاريخية.

لقد حضي الأدب والثقافة العربيين برصيد وافر من الأحداث والمعطيات التاريخية والاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية والتي كان لها بالغ الأثر في صقل بعض الأشكال الأدبية وإعطائها رونقا وجمالية لا يختلف عليها اثنان، كما أن الأقلام العربية ومن بينها المغاربية والجزائرية قد جادت على الساحة الثقافية والإبداعية بمؤلفات شعرية وسردية بقيت خالدة وخلدت معها أصحابها والفترات التي انبثقت خلالها حاملة معها سمة المرحلة منددة بمزالقها ومطباتها مصورة لظروفها وملامحها وكذا ملاحم شعوبها...والعصر الحديث حمل في طياته الكثير من المفاجآت السارة فبعد عصور الخيبة والركود التي طالت شتى مجالات الحياة العربية من عصر المماليك إلى عصر الغزو العثماني، تمكن المفكرون والأدباء العرب من شق طريقهم بين صعوبات وعوائق الحياة في ظل ضعف اللغة العربية وغياب المدارس والمكتبات ودور العلم والنشر إلا أن رواد الأدب العربي أصروا على دفع المستعمر بالسلاح والقلم معا فتأسست مدارس واتجاهات وبرزت فنون وكتابات تطورت لاحقا في الحقبة المعاصرة لتكتمل الصورة الثقافية ويرتسم المشهد الفني بأحلى صوره مقدما لنا نماذج إبداعية غاية في الروعة والتألق .

ولعل أبرز ما تطور من أجناس أدبية في العصر الحديث وما بعده هو الشعر العربي والسرد بشقيه الروائي والقصصي وكذا النص الدرامي في صورته المسرحية، كما برز تقريبا لأول مرة المقال الصحفي وبعض أنماط الرسائل ذات الصبغة التكنولوجية ...ومن بين أهم الأسماء التي تخط ملامح المرحلة نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، أبو القاسم سعد الله ،أحلام مستغانمي ، كاتب ياسين ، مفدي زكرياء، نزار قباني ، نجيب محفوظ أدونيس سعيد يقطين عز الدين اسماعيل، طيب صالح خرفي أبو اليقضان.


مقاربات نقدية هي المادة الجامعة المانعة التي تضم مختلف مناحي النقد وتوجهاته فتجعلك تغوص في مسالك

ومتاهات من السؤال والإجابة ،محاولا التعرف على ماهية النقد وأصوله بغية الوصول إلى حقيقة الأشياء

وتقصي مكامن النص وتعرية الوجود، فالنقد هو غريزة العقل وهو الدافع خلف كل باحث عن الحقيقة، وهو أيضا

الخزان الفلسفي والمفهومي والفكري الذي يعتمده الباحث والناقد وحتى القارئ العادي أحيانا من أجل التعرف

على مزايا الأعمال الإبداعية واستنطاق مكامن الجمال والتفرد فيها.

فتختلف وتتباين مناهجه، مدارسه، ونظرياته من نسقية إلى سياقية ومن موضوعاتية إلى نفسية إلى اجتماعية

فلسانية،فبنيوية، ثم الإنطلاق صوب التلقي والتأويل مرورا بالأسلوبية التي هي امتداد للبلاغة العربية وللفكر

الأسلوبي الجمالي الغربي . ولعلم السرد نصيبه في المقاربة النقدية، فاختلاف أنماط النصوص وطبائع المعاني

وترددات الدالة هو الفيصل في نوعية المنهج النقدي المختار قصد تطبيقه، إذ تستدعي بعض النصوص قراءة

تداولية، وغيرها يتوافق مع المنهج التفكيكي وآخر له امتداد فكري وثقافي أو حتى تكويني. وكل هذه الأمور

تحاول مادة مقاربات نقدية تقديمها للطالب والقارئ معا تسهيلا لعملية التواصل والتفاعل مع النص وإثراء

لمعلومات ومعارف الطالب المطلع