الرواية :فنٌ نثري أدبي جميل، تُعتبر من أشهر أنواع الأدب العربي، وتقومُ على طرح قضايا أخلاقية واجتماعية مختلفة بهدف معالجتها أو محاولة البحث فيها؛ لذلك فبعض الروايات تحثُّ على الإصلاح والتغيير، ومنها ما تقوم على تقديم معلومة عن موضوع غير مألوف وفيه بعض الغرابة بالنسبة للقارئ، وبعضها الآخر يقدّم العمل الروائي بحسٍ فُكاهيّ الهدف منه الإمتاع والتسلية للقارئ

يكاد الفن الروائي أن يكون الجنس الذي نافس جميع الأجناس السردية  الأ خرى و ذلك من حيث المقروئية و الرواج الذي لقيه بين جمهور القراء بشكل عام ،فقد تب أو مكانة بارزة بين هذه الأجناس السردية من حيث الكثرة ،و الازدهار و الانتشار و قد اختلفت فيه آراء النقاد و الدارسين حول البحث عن أ و ص له فمنهم من رأى أن الرواية نشأ ت متأثرة بالرواية الغربية و منهم من اعتبرها وليدة الصحافة و الترجمة و منهم من ذهب إلى أن الرواية نتاج اجتماعي و منهم من ربط ظهورها بالتراث السردي القديم و نظر ا لاختلاف آراء الدارسين حول أصول الرواية كان الدافع في دراسة موضوع نا رغبة منا في تسليط الضوء على هذه الآراء في إثارة مسألة مهمة على الجميع أن ينظروا فيها و يتأملوها لإظهار حقيقة أصل نشوء الرواية،فكان عنوان الدراسة هو أصل نشوء الرواية العربية بحث موازن لآراء الدارسين العرب

يعودُ ظهورُ الروايةَ العربيةَ وتعود نشأتُها إلى الاتصال المباشر بالآداب الغربية في القرن التاسع عشر الميلادي. إلا أنّ هذا التأثر لا يعني أن الأدب العربي لم يعرفْ شكلاً خاصاً به للرواية، فكما نعلم فإنَّ التراثَ الأدبي العربي منبع لا ينضب، فنجده حافلاً بقصصٍ روائيةٍ متمثلة بحكايات السُمَّار والسِير الشعبية وقصص الحب العذري وأمثاله، ولا ننسى المقامة العربية المعروفة فقد أخذت حيزاً كبيراً في فن الرواية لتترك بصماتٍ واضحةَ المحاور في الرواية العربية.