ظل النقد لفترات تاريخية ممتدة عبر الزمن مهتما بالنص ومعطياته الخارجية من مرجعية وسياق تكويني فكان النص في إطار هذا النمط من التجربة السردية مجرد وثيقة إما نفسية أو اجتماعية أو تاريخية أو حتى مجرد رموز أسطورية وبهذا الشكل لم يبتعد النص عن السطحية ولم يتمكن من البوح بكل مكنوناته الجمالية والفنية لتأتي بعدها مرحلة البحوث اللسانية واللغوية التي جادت علينا وعلى النص بأن كانت الوسيلة والمسار الحقيقي لطرح إشكايات لغة النص وبنائه وأحيانا أخرى أدبيته أو حتى أسلوبيته، لكن المتميز في الأمر كله أن النقد في فتراته الزمني الأخيرة كشف عن وجه آخر من أوجه العناية والاهتمام بالنص ألا وهو الاهتمام بالمتلقي أي القارئ الذي يستقبل النص ويعيد قراءته من جديد عبر تاريخية دلالية متجددة ومتفاوتة تتولد فيها المعاني والدلالات وترفض أن تنقبض في عصر معين تحت أي ظرف من الظروف فنظرية التلقي هي نمط من المقاربات النقدية المهتمة بالدور الفاعل للقراء في كشف خبايا النص وسبر أغوار الدلالة فيه
- Teacher: moulette ouali