لقد عرف الأدب العربي - شعرا ونثرا - ظاهرة التأثير والتأثر منذ ظهوره، كما استخدم الأدباء كلمات أجنبية فارسية وإغريقية، وذلك لاختلاط العرب بغيرهم من الشعوب، لكن لم يتطرق المؤرخون القدامى لتبادل النصوص والاستعارات ولا لكيفية انتقالها. غير أن الجاحظ (ت 253هـ-867م) كان قد تحدث في كتاب "البيان والتبيين" عن بلاغة الفرس والهند واليونان والروم، وأشار إلى بعض الخصائص المشتركة بينها وبين بلاغة العرب لكن مقارنات الجاحظ بين آداب الأمم الأربعة الكبرى في عصره، لم تكن مبنية على منهج بل اعتمدت على أفكار ذاتية أكثر منها موضوعية.