مقياس علم النحو لطلاب السنة الثانية  ليسانس - دراسات أدبية -

    يعد الشعر بالنسبة للموريتــانـــيين هوية وطنية ، فالإنسان الموريتاني الذي وصل البلاد في فترات متفاوتة قادما من المشرق العربي، (بالذات نجد والحجاز، واليمن) ثم من المهجرين من الأندلس والنازحين (الرحل) من المغرب، اتخذ الشعر وسيلة يعصم بها هويته وهو يؤسس حضارته في أبعد الأقاليم العربية غرباً. ومع هذا لا تزال صورة الحركة الشعرية في موريتانيا تتسم بالضبابية الشديدة لأسباب سنذكرها لاحقا .


لم يغب المشهد الشعري المغربي بتجربته القديمة والحديثة، ولا برؤيته الإبداعية المتنوعة، عن بناء صرح الشعر العربي. فللمغاربة بصمات مشهودة في تأسيس هذا الصرح وإغنائه بالتجديد والتحديث والأسماء والأماكن والأزمنة. ورغم أن المشرق العربي حاول، من خلال بعض نقاده ومؤرخيه، أن يبخس حق المغاربة في امتلاك حساسية شعرية مغايرة عنه، وأن يصادر استقلاليتهم في نسج خيوط القصيدة، وأن يبسط رداء الوصاية عليهم، إلا أنه فشل في ذلك، بل وبات يشعر، بشكل أو بآخر، بضرورة الانفتاح أكثر على التجربة المغربية في القول الشعري وغيرها من تجارب القول الإبداعي الأخرى، وإفساح المجال لها إعلاميا وتعليميا وأدبيا.


    رفع الشعر من حدته ونغمته وبدأ بقرع الأجراس ليطلق الإنذارات المدوية  ليعلن عن الوضع الذي آلت إليه الجزائر في هذه الفترة ،خاصة بميلاد الحزبين الشيوعي والاشتراكي في مقابل ميلاد جمعية العلماء المسلمين التي لم تكن بصفة رسمية وبروز جرائد وطنية على الساحة كجريدة البصائر ،وأصبح الجو بذلك مكهربا يبعث على الكآبة وخيبة الأمل .


یتمیز المسرح المغاربي بتأثره بمؤثرات أجنبیة ؛ شكلت البدایة الحقیقیة له ، وقد استلهم أشكالا من المسرح العالمي حین بقي محافظا على مضامینه ومواقفه وشخصیاته وحواراته التي تنبع من روح عربیة أصیلة ، تؤكد قدرة العقل والوجدان الجزائري على استیعاب الإنجاات الفنیة والدرامیة للمسرح العالمي والتحولات الاجتماعیة و السیاسیة و الفكریة و الثقافیة للمجتمع المحلي .